على مدى عام ونصف العام كتبت أكثر من مائة مقال في شأن حوادث المرور،
تناولت في بعضها سلوكيات السائق ، وطرحت بعض المقترحات ، فلو وضعت هذه
المواضيع تحت الدراسة لصلحت كمشاريع للمساعدة في حل المشكلة المرورية ،
وتحدثت كذلك حول مشاكل الطرق ودورها في زيادة الحوادث المرورية ، ثم كان لي
بعض التوضيح في أصول تخطيط حوادث المرور كخبرة فنية مكتسبة، ولكن ـ للأسف ـ
لم تثر هذه المواضيع اهتماماً لدى من بيدهم اتخاذ القرار ، فهي قد لا تكون
مهمة لبعض قائدي المركبات ، خاصة أولئك الذين لا يعنيهم نظام المرور بشيء ،
وقد انتهى عام 2009م، وأتى بعده عام 2010م ، وها نحن ننتظر كلمة الأرقام ،
وما الذي ستقوله لنا عن حصاد العام الماضي ، ولأن الأرقام الفصلية لم تكن
مبشرة بما هو أفضل ، فعسى ولعل الأشهر الأخيرة تحمل لنا بشرى خير .
لقد طرحت من ضمن الحلول المقترحة ، محاولة تغيير نمط السلوك لدى السائقين ،
وتطوير طريقة تعليم السياقة ، وكذلك طريقة فحص السواقين ، وطالبت بتفعيل
أكبر لدور وسائل الإعلام المختلفة للتثقيف المروري ، لأن التسبب في إزهاق
روح قط يخلف ندما وأسى على النفس ، فما بالكم بإزهاق أرواح البشر التي
تقشعر لها الأبدان ، انظر الى ابنك بجوارك.. واسأل نفسك كم قيمته لو قتل في
حادث مرور (؟!) مؤكد أنك ستقفز واقفاً من غير أن تدري ، وستقول كل أموال
الدنيا لا تساوي شعرة من ابني ، إذن تأكد أن هذا الشعور لدى أي مخلوق في
هذا الكون ، فالذي لا تقبله لابنك لا يقبله الآخرون كذلك لقريب لديهم ،
فاحرص على ألا تكون سبباً في هلاك نفس بريئة نتيجة للحظة تهور أو إهمال .
ضع نفسك في مقام الحكم العادل ، وقف لمدة ساعة تراقب الطريق ، قد لا يقع
حادث مرور في المكان الذي تراقبه ، ولكن حتما قد وقع حادث في مكان آخر ،
ومن المؤكد أنه قد تلاحظ لك أثناء المراقبة ، أن هناك طريقة خاطئة في
السياقة تحدث بين قائدي المركبات ، إن الذي كنت تلاحظه مخالفات لنظام
المرور ، وأن تكرار وقوع المخالفات ستنتج عنه حوادث .. هل بالإمكان أن يقود
المرء سيارته بنظام والتزام ؟.. وستجد الجواب أنه يصعب في زمن الفوضى
الالتزام بالنظام ، إذن أين الحل ؟ والجواب يكمن في إجبار الناس على التقيد
بالنظام ، ومتى ما عم النظام في الشارع ، سوف تعم السكينة والهدوء ..
فاعلم أنك إذن لن تحتاج لخبراء ، لا من الغرب ولا من الشرق ليعلموك كيف
تحافظ على حياتك ، أو حياة الآخرين من مستخدمي الطريق.
** ** **
*- حتى لا ننسى:
- إن وفيات العام قبل الماضي (798) أما وفيات العام الماضي ( 951 ) شخصاً ،
وكذلك الإصابات (8531) و (10558) شخصاً في العام الماضي أيضاً ، وكل هذا
يحدث بسبب متكرر ، وهو خطاء يسبق وقوع الحادث (مخالفة مرورية) واحدة على
الأقل !!.