المناسبة : الأسبوع الفائت ، كان بمثابة "أسبوع الحزن" بالنسبة لي ، فلقد رحل أربعة من جيراني وأصحابي المقربين ، رحمهم الله جميعاً ، وأسكنهم فسيح جناته .... من "الكامل" :
غَلَبَ النَّهارَ عليَّ ليلٌ مُظلمُ
لمَّا نعى النَّاعي ، وقامَ المأتمُ
يا صاحِ! ما الدُّنيا بدارِ إِقامةٍ
لو كنتَ عنْ هذي البسيطةِ تعلمُ
ظَعنَ الخليطُ ، وكانَ ربعيَ عامراً
ومَضَوا ، وكانوا في الحياةِ تنعَّمُوا
كانوا الشبابَ هُمُ ، ورونقَ صبوةٍ
ونسيمَ كلِّ صبيحةٍ يترنَّمُ
عَمَرُوا الجسومَ بصحَّةٍ ونضارةٍ
لا بدَّ يوماً للجسومِ تَهَدَّمُ
أبكي على مَنْ كانَ جاراً مُؤنساً
وغداً سيبكيني القريبُ القادمُ
الرَّاحلونَ إلى البقاءِ فما أرى
دارَ الغرورِ تدومُ بلْ تتصرَّمُ
السابقونَ ، وكلُّنا مِنْ خلفهمْ
وسيلحقنَّ بهمْ قريباً "أكثمُ"
قُلْ للَّذي بعُرى المُنى مُتعلِّقٌ
لا يلعبنَّ بنفسهِ مُتوهِّمُ
ويلي عليكَ ، غداً تموتُ ولنْ تجدْ
غيرَ السَّفاهةِ مِنْ لسانكِ تنجُمُ
إذْ غسَّلوكَ ، وأخرجوكَ مُكفَّناً
بينَ الجُموعِ ، وقدْ عَلوتَ عليهمُ
مِنْ بابِ داركَ أخرجوكَ ، فواحدٌ
يبكي عليكَ ، وآخرٌ يترحَّمُ
وكذا أحاثوا التُّربَ فوقكَ ساكناً
ما غيرَ ريحٍ للفراقِ تنسَّموا
بفراقِ جيراني ، وخيرِ معارفي
غلبَ النَّهارَ عليَّ ليلٌ مُظلِمُ